خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الحاجة إلى تعديل الدستور

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي إن المطلع على الأسباب التي أدت الى إجراء التعديلات الدستورية، ومنها المادة (74) من الدستور: «بأن الحكومة التي يحل مجلس النواب في عهدها، تستقيل خلال أسبوع من تاريخ الحل، ولا يجوز تكليف رئيسها بتشكيل الحكومة التي تليها». يعلم الجميع أن الهدف من هذا النص، هو تعزيز للمنهج الديمقراطي والشفافية، ونحن هنا لسنا في صدد مناقشة هذا التعديل على وجه الخصوص، ولكن من المهم أن نعلم أن هذه الممارسة الدستورية مستمدة أصلا من الأنظمة الدستورية النيابية التي يتم تشكيل الحكومة بها، على أساس توازن القوى بين التكتلات الحزبية داخل البرلمان. وبالتالي من الطبيعي عند حل البرلمان أن تقدم الحكومة استقالتها. بينما لدينا في الأردن ولأسباب عديدة - لا يتسع المقام لذكرها - من أهمها فشل تجربة الكتل البرلمانية في مجلس النواب في إثبات جدارتها بتشكيل الحكومات، فإن جلالة الملك دستوريا يقوم باختيار رئيس الوزراء من إحدى الشخصيات السياسية العامة، التي يتوسم فيها الخير لتولي هذا المنصب. وحيث أنه وفي تاريخ الأردن لم يتم طرح الثقة بالحكومة سوى مرة واحدة عام 1963م (حكومة سمير الرفاعي)، فإن التغيير الحكومي يتم بالعادة من قبل جلالة الملك وفقا لرؤية شاملة، تتعلق بمدى قدرة الرئيس وحكومته على الإلتزام بما جاء بخطاب التكليف السامي، وكذلك قدرتها على التعامل مع التطورات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها البلاد.

لقد حاولت مرارا وتكرارا أن أستسيغ مبررات التعديل الدستوري، المتعلق بعدم جواز تكليف الرئيس السابق بتشكيل الحكومة، أو حتى استمراره لإجراء الانتخابات النيابية. فلم أكن مقتنعا بذلك، حيث أن الانتخابات لدينا ليست على أساس حزبي، وهناك عرف متبع بعدم (توزير النواب)، وإن إختيار الرئيس بالعادة يكون بقناعة وتوجه ملكي لإحدى الشخصيات السياسية المستقلة، التي يجد فيها المواصفات المطلوبة للمرحلة القادمة. ويمكن لنا أن نتفهم الرغبة الملكية في إقالة الحكومة في حالة تقصيرها أو إخفاقها. ولكن الأمر يتعلق في الحكومة التي استطاعت أن تنال ثقة جلالة الملك، وتنجز أفضل ما لديها، وأن تنجح بالقيام بمهامها أثناء مدتها الدستورية، فلماذا إذن ما الجدوى والترفق من التغيير الحكومي، وهل سوف يتم إختيار رئيس جديد أفضل.

نحترم جميعا الدستور، ولكن بالنتيجة فأن الدستور يبقى مجموعة من القواعد القانونية التي تُنظم أمر الحكم في الدولة، وبالتالي رغم قدسيتها، فلا يوجد ما يحرم قانونا من إعادة تعديلها، وفقا للإجراءات الدستورية القانونية المتبعة، ما دام ذلك يخدم المصلحة العامة. وعليه فإن الحكومة الحالية وبعد مضي أكثر من سنتين على تشكيلها قد نتفق أو نختلف معها أحيانا، قد استطاعت رغم كافة الظروف الاقتصادية الصعبة، وما تبعها من جائحة (وباء الكورونا) أن تقوم بالمهام الموكل إليها بالقدر المقبول، قياسا بحكومات أخرى. والأهم من ذلك أنه يمكن لنا أن نستشف رضى جلالة الملك عن أعمالها. بل وأكاد أن أجزم بأن جلالة الملك الآن يفاضل وفقا للإستحقاقات الدستورية, ما بين التغيير أو الإبقاء أو التمديد للمجلس النيابي والحكومة. وبالنهاية أقول إن الحاجة إلى التعديل الدستوري مستقبلا أصبح ضرورة ملحة.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF